عرس النار الكويتي أشعلته الغيرة

الكويت‮ ‬_‮ ‬حسام فتحي‮ ‬
لم تتحمل المطلقة الكويتية الشابة سماع الموسيقي والزغاريط تنطلق من خيمة طليقها‮ ‬وأبو ابنيها فحولته إلي‮ (‬عش النار‮) ‬الذي راح ضحيته‮ ‬95‮ ‬امرأة احترقن بنار الغيرة‮ ‬القاتلة للمطلقة التي حولها جنون الغيرة إلي اكبر قاتلة في تاريخ الكويت وربما العالم‮ ‬حيث لقيت‮ ‬43‮ ‬امرأة كويتية مصرعهن احتراقا وأصيبت‮ ‬52‮ ‬أخريات بحروق خطيرة‮ ‬بلغت نسبة بعضها‮ ‬80‮ ‬_‮ ‬90٪‮ ‬من كامل مساحة أجسادهن‮.‬
وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد اعترفت طليقة عريس الجهراء الكويتية لرجال‮ ‬المباحث بأنها أشعلت الخيمة بمن فيها‮ ‬،‮ ‬بعدما سكبت عليها البنزين،‮ ‬انتقاما من زوجها‮ ‬السابق في يوم عرسه‮. ‬
والمفاجأة كشفها مصدر أمني،‮ ‬موضحا ان المتهمة،‮ ‬البالغة من العمر‮ ‬23‮ ‬عاما،‮ ‬انكرت في بداية التحقيق معها في الادارة العامة للمباحث الجنائية بان تكون هي‮ ‬الجانية،‮ ‬مؤكدة انها لم تغادر منزل ذويها‮. ‬
لكن رجال المباحث كانوا يملكون أدلة قبل التحقيق معها،‮ ‬بعدما تلقوا افادة من شاهدة‮ ‬عيان،‮ ‬وهي خادمة آسيوية تعمل لدي منزل جار المعرس،‮ ‬تؤكد أنها شاهدت المتهمة‮ ‬بالقرب من الخيمة‮. ‬وعندما ضيق رجال المباحث الخناق علي الجانية،‮ ‬رغم انكارها،‮ ‬ومواجهتها بأدلة اضافية حصلوا عليها من موقع الحادث‮ ‬،‮ ‬انهارت واعترفت لرجال‮ ‬المباحث بانها اشعلت النيران في الخيمة بأن سكبت البنزين واشعلت النار انتقاما من‮ ‬طليقها الذي كان يسيء معاملتها عندما كانا متزوجين
وقد تطابقت اعترافات المتهمة مع افادات بعض المصابات والناجيات من الحادث،‮ ‬اللواتي اكدن ان النيران اندلعت بداية من الارض ثم امتدت الي بقية الخيمة‮.‬
واثبتت التقارير الأولية لرجال الادلة الجنائية وجود مادة سريعة الاشتعال في ارضية‮ ‬الخيمة،‮ ‬كما انها امتدت الي سيارة كانت تقف بالقرب منها‮.‬
ويواصل رجال المباحث التحقيق مع المتهمة للكشف عن المزيد من المعلومات،‮ ‬فضلا‮ ‬عن التركيز عما اذا كان هناك متورطون آخرون معها‮.‬
هذا وكانت الكويت قد شهدتفي السادس والعشرين منفبراير الماضي حريق في صالة‮ "‬الرفاع‮" ‬وتكرر الان في منطقة العيون التي كانتعلي موعد مع الاحتفال بزفاف احد‮ ‬ابنائها واجتاحتالنيران خيمة الافراح التي احتشدت فيها زهاء‮ ‬300‮ ‬سيدة وطفل
وفي التفاصيل ان الحريق اندلع قرابة الساعةالتاسعة وعشر دقائق في الخيمة التي‮ ‬نصبت في باحة منزل ذوي المعرس من آل الظفيري فيمنطقة العيون قطعة‮ ‬1‮ ‬شارع‮ ‬14‭,‬‮ ‬وقد تدافعت النساء الي الفرار من الحريق الذي ادتقوته الي تفحم جثث عدد من‮ ‬النساء والاطفال وقد تعذر التعرف علي بعضهن,‮ ‬فيما اصيبتعشرات النساء بحروق‮ ‬متفاوتة‮.‬
وهذه الكارثة استدعت تدخل فرق الاسعاف واحتشدت زهاء50‮ ‬سيارة اسعاف لنقل‮ ‬المصابين الي المستشفيات التي فرضت فيها حالة الاستنفار وتماستدعاء الاطباء‮ ‬والممرضين كما تدخلت سيارات اسعاف الجيش وفرق الدفاع المدنيوالاطفاء لاخماد‮ ‬الحريق الذي شاركت في اطفائه‮ ‬4‮ ‬فرق واجلاء المصابين الي المستشفياتالتي فرضت‮ ‬حولها اجراءات مكثفة لتسهيل وصول سيارات الاسعاف والدفاع المدني,‮ ‬
واعلنالمدير العام للاطفاء اللواء جاسم المنصوري انه فتح تحقيق لمعرفة‮ ‬اسبابالحريق‮.‬
وقد احتشد آلاف المواطنين في محيط تلك المستشفيات من اقرباء الضحاياللاستعلام‮ ‬عن ذويهم,‮ ‬ما استوجب تدخل العناصر الامنية لتفريق تجمعاتهم وتأمين ايصالالمصابين‮ ‬للمعالجة‮.‬
وسادت حالة من الهلع الكبير محيط المنطقة المنكوبةوالمستشفيات التي وزعت عليها‮ ‬الاصابات وهي مستشفي الفروانية والجهراء ومستوصفالعيون,‮ ‬علماً‮ ‬انه تم احضار‮ ‬ثلاجة لوضع الجثث فيها بانتظار التعرف عليها‮.‬
وتفقدوزير الصحة د.هلال الساير وعدد من مسؤولي الوزراء والنواب‮ ‬المصابين في‮ ‬المستشفيات,‮ ‬ودعا وكيل الرعاية الصحية قيس الدويري الي تفعيل الطوارئ وغرف‮ ‬العناية في أقسامالحروق في مستشفيات الجهراء والبابطين ومبارك الكبير والصباح‮ ‬والفروانية لاستقبالالاصابات ومعالجتها‮.‬
واكد رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمدان الحكومة لن تتواني في توفير‮ ‬الرعاية الصحية الكاملة لمصابي الحادث وتقديم الخدمات للمواطنين،‮ ‬متقدما بأحر‮ ‬التعازي لأهالي الجهراء‮.‬
فيما قال رئيس مجلس الأمة بالانابة عبدالله الرومي ان الحادث جلل والمصاب عظيم،‮ ‬الا ان الجهود التي قامت بها الجهات المعنية مثل وزارتي الصحة والداخلية كانت علي‮ ‬قدر المسؤولية،‮ ‬مشيرا إلي ان وزارة الداخلية خصصت خطا ساخنا للاستفسار عن‮ ‬الحالات المفقودة والتعرف علي الحالات‮ ‬غير المعروفة وتحديد هوياتهم‮.‬
وأشاد الرومي بجهود المواطنين وفزعتهم للمساعدة في الانقاذ قائلاً‮: «‬نسأل الله عز‮ ‬وجل المغفرة للشهداء وان يصبر أهلهم‮».‬
بدوره بين وكيل وزارة الصحة د‮. ‬ابراهيم العبد الهادي ان اجراءات مستشفي الجهراء‮ ‬مع الحدث كانت حسب خطط الطوارئ الموضوعة من قبل،‮ ‬حيث تم تدريب جميع‮ ‬اعضاء الكادر الطبي والإداري في المستشفي علي التعامل مع الاحداث منذ حريق‮ ‬مستشفي الجهراء‮.‬
وأكد ان التعامل بدايته كانت باستدعاء جميع العاملين في المستشفي،‮ ‬حيث بلغت‮ ‬جهوزية الكادر الطبي نسبة مرتفعة كانت كفيلة بالتعامل مع الحالات القادمة إلي‮ ‬المستشفي عبر سيارات الاسعاف الــ40‮ ‬التي قامت بنقل جميع المصابين حتي وقت‮ ‬متأخر‮.‬
ولفت إلي ان المستشفي استوعب جميع الحالات المصابة،‮ ‬الا ان التحويل كان للحالات‮ ‬الخطرة والحرجة والتي تحتاج إلي عناية مركزة،‮ ‬متمنيا الشفاء العاجل للمصابين،‮ ‬مقدما التعازي إلي أهالي الضحايا‮.‬
فيما نفي مدير منطقة الجهراء الصحية د‮. ‬عبدالعزيز الفرهود نقص الادوية في‮ ‬المستشفي،‮ ‬وان الاخير استطاع استيعاب جميع الحالات وتقديم العلاج اللازم لها،‮ ‬اوضح ان الحالات التي حولت كان كاجراء طبيعي في ظل تواجد حالات درجة الحروق‮ ‬بها عالية مما يستدعي الأمر تحويلهم إلي مستشفي متخصص‮.‬
وأكد ان المستشفي استقبل‮ ‬90‮ ‬حالة مصابة منذ ورود البلاغ،‮ ‬وحالياً‮ ‬ترقد‮ ‬25‮ ‬حالة‮ ‬في الجهراء منهم طفلان،‮ ‬وتم تحويل‮ ‬21‮ ‬حالة إلي مركز البابطين للحروق منها حالات‮ ‬خطيرة جدا،‮ ‬بالاضافة إلي نقل حالتين إلي العناية المركزة بمستشفي الفروانية وتحويل‮ ‬5‮ ‬أخري إلي مستشفي مبارك الكبير‮.‬
وبين الفرهود ان هناك من‮ ‬5‮ ‬ــ‮ ‬7‮ ‬حالات مجهولة الهوية وسيتم التعرف عليهم في‮ ‬القريب العاجل عبر وزارة الداخلية،‮ ‬مؤكداً‮ ‬ان احصائية عدد الجثث هي الأخري من‮ ‬اختصاص الداخلية،‮ ‬وان المستشفي لم يرد اليه حالات متوفاة
وقال إن المستشفي شهد ازدحاما من قبل أهالي المصابين بسبب البحث عن أهاليهم‮ ‬وتفقدهم وهذا حق للأهالي،‮ ‬متمنيا ان يكون هناك تواجد اكثر من رجال الأمن لتنظيم‮ ‬الوضع داخل المستشفي‮.‬
وقال احد الاطباء في مستشفي البابطين لسمو الشيخ ناصر المحمد‮ «‬ننتظر وصول‮ ‬3‮ ‬فرق طبية من المانيا وفرنسا وبريطانيا لتقييم الحروق‮ ‬
وتفسيرا لحجم الكارثة الأسرية لابد من العلم بان المجتمع الكويتي محافظ بطبيعته‮ ‬وأكثر تحفظا في منطقة العيون بمحافظة الجهراء التي وقعت فيها الكارثة حيث يتم‮ ‬فصل المدعوين للأعراس ليكون النساء وحدهن في خيمة كبيرة ذات مدخل صغير لا‮ ‬يسع إلا لمرور امرأة واحدة وذلك لسببين‮ :‬
الأول هو السيطرة علي الدخول لتسليم أجهزة الهواتف النقالة حيث يمنع دخول هذه‮ ‬الهواتف الأعراس‮.‬
والثاني حتي لا يوجد أي مساحات للرجال للنظر داخل الخيمة‮ ‬
ويترجم ذلك إلي أن المرأة الكويتية تدخل إلي العرس وهي متشحة بالسواد الكامل الذي‮ ‬يتم نزعه في لحظات لتظهر علي احدث الطرازات والموديلات العالمية والتي لا تراها‮ ‬إلا النساء فقط